شرح قطمارس يوم الجمعة من الأسبوع الخامس من الصوم الكبير
(تفسير القس أنطونيوس فكرى)
** النبوات:
تثنية:
يتكلم هنا موسى النبي عن دخول أرض الميعاد، ولكن هذا رمز لدخول المجد والسماء. وكان شرط دخول الأرض أن يحفظوا الوصايا ويرفضوا العبادة الوثنية، ويقدموا العبادة لله. وطبعاً مفهوم بهذا أن نفس الوصايا هي شرط دخول السماء.
ملوك الأول:
هنا نرى عظمة الإيمان، الذي بسببه كانت الغربان تعول إيليا، وبسببه بقيت الأرملة حية، وبسبب الإيمان عاش الولد بعد أن مات. والمعنى أن الإيمان شرط الحياة الأبدية وهذا موضوع إنجيل القداس.
أمثال سليمان:
نرى الزنا سبب الهلاك والموت والجحيم، والزنا نوعين:
1- زنا روحي= عبادة أحد غير الله.
2- وزنا جسدي.
وكلاهما يقطع علاقة الإنسان بالله فيهلك الإنسان = فتندم في آخرتك عند فناء لحمك وجسدك.
إشعياء:
إني قد إفتدتيك.. إذا إجتزت في المياه فإني معك = حياة.
وإذا سلكت في النار فلا تحترق = حياة.
فالفداء أعطانا حياة أبدية، ولا الموت (المياه) قادرة أن تهلكنا، ولا النار = الجحيم، قادر أن يضمنا.. لماذا لأني أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل مخلصك.
أيوب:
نرى هنا أيوب يكرر ويزيد أنه بلا خطية وبلا عيب وهذا ما جعل أليهو يغضب. فأليهو كان فاهماً أنه لا يوجد إنسان بلا عيب، بل أن من يحبه الرب يؤدبه وهذا التأديب هو طريق السماء.
** باكر:
المزمور:
كل الأمم الذين خلقتهم يأتون ويسجدون أمامك يا رب = إشارة للإنجيل (باكر) الذي يتكلم عن الإيمان بالله؟، فها الأمم تأتي وتؤمن بالمسيح وتسجد له عن حب.. ويمجدون إسمك.
الإنجيل:
يكلمنا الإنجيل عن طريق الخلاص وهو الإيمان بأن الله واحد يستحق المحبة. والمحبة لله وللقريب.
** القراءات:
البولس:
لا يكفي الإيمان للوصول للمجد. فطبيعتنا العاصية المتمردة تحتاج لتأديب، وهذا ما يكلمنا عنه بولس الرسول هنا، والتأديب هدفه أن نحيا.
الكاثوليكون:
الرسول يقول فلا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق = أي لا تعطوا للناس فرصة أن يضربوكم بسبب أخطائكم. ولكن طوبى لمن يهان لأنه مسيحي، فقط لأنه مسيحي وليس بسبب أخطائه. حينئذ يكون إحتماله للألم لأنه مسيحي طريقه للمجد = فلا يخجل بل ليمجد الله بهذا الاسم = الإضطهاد طريق المجد.
الإبركسيس:
بعد أيام قال بولس لبرنابا لنرجع ونفتقد الإخوة = هذا دور الكنيسة أن تفتقد أولادها المجربين والمتألمين حتى لا يخوروا في الطريق. ولكن إختيار هذا الفصل له معنى مهم. فبولس رفض إصطحاب مرقس اليهودي الأصل والذي نظر كل أعمال المسيح، وذلك لرفضه أن يذهب مع بولس في الرحلة السابقة، ربما لمرضه وربما لصعوبة الكرازة. وأخذ معه تيموثاوس الأممي الذي لم يرى المسيح لكنه آمن دون أن يرى.
والمعنى أن من يرفض لا نصيب له في المجد، ومن يقبل له نصيب في المجد. على أن مرقس كما هو معروف عاد وكرز في مصر وفي كل الدنيا، وقال عنه بولس أنه صار نافعاً للخدمة (2تي 11 :4) لكن النص المقصود منه المعنى الرمزي.
** القداس:
المزمور:
أعترف لك من كل قلبي = هذا إعتراف بعمل المسيح الذي به سندخل المجد. والإعتراف فيه نوع من إعلان الإيمان الذي بدونه لا خلاص ولا دخول للمجد.
الإنجيل:
حيث أمضي أنا لا تقدرون أن تأتوا = “لحماً ودماً لا يرثان ملكوت السموات” فالخطية سببت موتنا في خطايانا وهلاكنا بعيداً عن المجد. والمسيح أتى كسابق لنا ليعد لنا مكاناً في المجد. ومن لا يؤمن بالمسيح سيموت في خطيته ولن يذهب حيث يذهب المسيح. والمسيح أتى حتى لا نموت في خطايانا، ولكي يخلصنا منها فنذهب حيث ذهب هو.