لماذا التجسد؟؟؟؟؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كان عند أحد الملوك
الوثنيين وزير مسيحي، و نظرا لأن ذلك الوزير كان أمينا و مخلصا و عاقلا و
مدبرا فإن الملك كان كثيرا ما يجالسه و يحادثه و يستشيره.
و ذات يوم بينما كانا يتناقشان قال الوزير" إن المسيح نزل من السماء
ليخلصنا"
فقال له الملك :"إني إن أردت أن أحقق غرضا، فإني آمر أحد خدامي أن يؤدى
الأعمال اللازمة لتحقيق هذا الغرض، و دون أن اتعب أو أتحرك، فلماذا يأتي
الله نفسه و يأخذ جسدا من عذراء و يولد في مذود حقير بين الحيوانات، ثم
يتعب و يتألم، و يصلب بينما يستطيع أن يخلص العالم بكلمة واحدة..؟؟"
فطلب الوزير من الملك أن يعطيه مهلة ثلاثة أيام ليجيبه عن سؤاله.
خرج الوزير… و ذهب إلى أحد المثالين الماهرين و أمره أن يصنع تمثالا من
الخشب يماثل في حجمه و هيأته حجم و هيئة "ابن الملك" الطفل البالغ من العمر
سنتين، و ذهب الوزير سرا إلى خادمة في القصر الملكي كانت هي المكلفة
بالعناية بالأمير الصغير و التجول به في عربته الخاصة في حدائق القصر.
و قال الوزير لتلك الخادمة :"اسمعي … خذي هذا التمثال و البسيه ملابس
مشابهة تماما لملابس الأمير الصغير، و ضعيه في المركبة الملكية الصغيرة… و
سيكون جلالة الملك و أنا ماشيين نتنزه في حدائق القصر، غدا في الساعة
الخامسة مساء … و عندما ترينني قد رفعت يدي اليسرى إلى أعلى، اقلبي العربة و
اسقطي التمثال الخشبي في البركة، و لا تخشى عقابا."
و في الغد في
الساعة الخامسة مساء كان الملك جالسا مع وزيره المسيحي بجوار البركة
يتحادثان. و طالب الملك وزيره بإجابة السؤال، و كانت الخادمة مقبلة في تلك
اللحظة تدفع العربة الملكية التي يجلس فيها تمثال الأمير الصغير.
و عندئذ رفع الوزير ذراعه اليسرى، فقلبت الخادمة العربة و سقط التمثال في الماء، و كان منظره يشبه تماما منظر الأمير الصغير.
فلم يتمالك الملك نفسه، و جرى بسرعة نحو البركة و انبطح لينتشل "ابنه" من
الغرق ! و لكنه سرعان ما اكتشف انه تمثال لا أكثر، فاندهش، و تساءل في
غضب..
فهدأه الوزير قائلا :"لقد تم هذا كله بأمري و تدبيري". ثم سأله
"و لكن لماذا لم تأمرني يا مولاي أنا أو أى واحد من الخدام أن ننزل و نخلص
ابنك..؟؟"
فأجاب الملك:" المحبة الأبوية" هي التي دفعتني إلى ذلك و كيف اقعد عن خلاص ابني و آمر غيري بتخليصه..؟؟
فقال له الوزير:"هذه هي اجابتى عن سؤالك. إن الله يحبنا أكثر من محبة
الآباء لأولادهم، و لذلك دفعته محبته الأبوية إلى أن يترك السماء و ينزل
إلى الأرض، و يولد في المذود الحقير و يتألم ثم يصلب و يقوم، لكي يخلصنا ، و
لا يمكن أن يقوم بمهمة خلاصنا أحد غيره."
نبذات اخميم