ابن رب المجد مؤسس المنتدي
عدد المساهمات : 777 تاريخ الميلاد : 10/11/1993 تاريخ التسجيل : 07/06/2010 العمر : 31 الموقع : Ava-michael.mam9.com
| موضوع: التأمل اليومى 2011 / 5 / 1 الأحد مايو 01, 2011 4:57 am | |
| فى صفات العريس القائم من الأموات 1- المسيح الشافى لجراحات عدم الإيمان -----------------------------------------------
الكثير من الناس يعلقون تبعيتهم للمسيح وطاعتهم للإنجيل على مباركة الرب لهم بأمور يرغبون فيها وبالكيفية التى توافقهم وتشبع مالديهم من عوز وحاجة ، والكثير من الناس أيضاً يعلقون تبعيتهم للمسيح وطاعتهم للإنجيل على حدوث المعجزة فى حياتهم وتحقيق ما يرجونه وينتظرون ظهوره ووجوده فى حياتهم .. بيد أن الإيمان الحقيقى يرفض مثل هذه المشارطة لأن هذا يعكس تماماً أنانية النفس وتفضيلها للعطية على العاطى بل ورذلها التام لما يقضى به الإنجيل وما يدعو إليه الرب من صبر وزهد وتمسك بالحق وإستزادة من روح الحكمة والتأنى .
وعندما تتوقف تبعية الإنسان للمسيح وتحقيق إنجيله على المعجزة و حدوث ما تبتغيه نفسه فأننا نكون أمام كارثة إيمانية و أخلاقية تحزن قلب السماء والقديسين ، بل وقلب الله أيضاً الذى يرجو الإيمان الدائم فى حياتنا واستعدادنا المستمر لعمل مرضاته ، رغم اختلاف ظروف الحياة و الآلامات التى نواجهها فى طريقنا للامتلاء من الحق والنعمة والإيمان . و من ثم فالحاجة ضرورية لمواجهة النفس بحزم والوقوف بها على أرض الحق والإيمان وطاعة صوت الإنجيل .
إن ما بدر من توما الرسول من شكاً ، لا يمكن أن نصفه بعدم الإيمان ، و الإ كان قد حرم من رؤية السيد أو كان قد واجهه بهذا أو عاتبه كما فعل مع بطرس ، ولكن عندما يرى فينا المسيح انحدار الإيمان إلى المستوى الذى ينبأ عن فقداننا للسلام ولميراثنا الأبدى الثمين ، فإنه يظهر لنا برحمته من التعزيات اللى تعطى لإيماننا النمو والنقاء ولأرواحنا البهجة والانتعاش ، تماما كما فعل مع بطرس فى (لو 22 : 32) .
وأرغب هنا فى ذكر بعض التوجيهات والنى أرجو أخذها بعين الاعتبار ، وهى كالتالى :
+ لا يمكن القول بأن هناك إيمان داخل قلب مشتعل بالأفكار الرديئة والميول المستمرة بمخالفة روح المسيح وإنكار عمل محبته ومجد صنيعه فى الحياة ، لانه اما أن نرضى الله بفكر طاهر وقلب نقى وضمير صالح ، وهذا هو الإيمان ، ومن ثم ننال الجزاء خير وبركة وسلام وأما أن نبغض كل دعوة من الروح ونسلك بفكرالجحود والإنكار واللامبالاة فنخسر كل جزاء للإيمان وكل رضا الرب المزع أن يأتى على حياتنا . ، وعلينا أن نختار الآن الطريق التى نود أن نسلك فيها لكى يعمل الرب عمله فى حياتنا .
+ لا يوافق إرادة الروح أن نعرج بين الفرقتين أو أن يكون فى حياتنا الإيمان وما هو ضد الإيمان لأن بركات كثيرة يشاء الله أن يعطيها للإنسان ، رحمة منه ومكافأة لهذا الإنسان على ما صدر منه سابقاً من أعمال تقوى وصلاح ، ولكن وجود بعض الأمور الشريرة والخاطئة فى حياة الإنسان كثيرا ما يحول دون فرح الإنسان بنوال الموعد وتحقيق مقاصد الرب فى حياته ، ومن ثم فلا غنى عن الرجوع إلى الله من كل القلب لنوال رحمته ومواعيده ، وهذا يتآتى بدوره متى وجد الرب فينا الرغبة الصادقة فى مقاومة كل ما يعطل النمو فى الإيمان والصلاة المستمرة من أجل صيرورة الروح حرة وبلا دنس .
+ يفرح قلب الله كثيراً بالذين يزدادون فى التقوى والعمل الصالح دون انتظار للتعزيات أو لمديح الاخرين وتشجعيهم ، حقاً فى هؤلاء تظهر عجائب الله ومن خلالهم يعلن الله إرادته ، بل فى حياة هؤلاء يظهر مجد عمل الله وصدق الإنجيل ويقظة الروح على نفوس الذين يجاهدون ويصبرون بلا ملل أو ضجر .. فلا يمكن للإنسان أن ينال شىء صالح ويدوم بمديح الاخرين ولا يستطيع الإنسان أن يستزيد إلى النهاية من قوة الله عن طريق تشجيع الآخرين ، ولكن بالصبر فى العمل الصالح ينال الإنسان من الرب المزيد من القوة و التعزيات ، بل والتأييد الظاهر وغير الظاهر منه أيضاً .
+ من الجهل والغباء أن ينتظر الإنسان من الرب معرفة الحق والنور وكل ما هو خير وصالح ومقدس ، لأن مجد الله معلن فى حياة الكثيرين وفى أمور عديدة و يؤكد الرب ذلك بالكثير والقليل حسب إرادته ، كما أن كل ما هو غير حق وغيرصالح وغير مقدس لا يمكن أن يدوم أو يكون كاملاً ، وهذا ما لم تسمع عنه أو رأته البشرية فى الله والحق والنور ، ومن ثم فلا حاجة بعد لأن يثبت الله صدق الحق والنور ، وتبقى الضرورة موضوعة على من يرغب فى الحياة حسب الحق فقط أن يعلن عن رغبته فى ذلك ويطلب مؤازرة الله ، لا أن يطلب الإثبات أو يقارن أو ينتظر قدوم ما يرجوه من أمور لا تنفعه فى الوصول إلى اليقين والصواب .
+ إن الله لا يزدرى بجراحات عدم إيماننا ، بل أنه يهتم بها تماماً كما يهتم المريض بمرضه المزمن و فى البحث عن ما يجعله فى راحة من المعاناة و الألم ، ولكنه لا يرغب فى أن نحيا بهذه الجراحات ونرفض الإبراء منها ، لأن مصير وجودها داخل الإنسان والارتضاء بها من هذا الإنسان صيرورة النفس مريضة وهزيلة لا تقوى على عمل الخير ولا تستطيع أن تسعى لاقتناء ما تحتاجه من قيامة المسيح ، وهذا مالا يرضى الرب ولا يطمئن على إمكانية الحياة فى ثمر وإنتصار.
+ علينا أن لا نخلط بين الأمور ونقول أن كما ان الرب يسوع ظهر لتوما ورده إلى اليقين و الإيمان بقيامته فيجب أن يترآى لكل الذين مازالوا يشكون فى قيامته و مواعيده أو فى أحدى صفاته ، لان توما آمن بمجرد أن ظهر له السيد ، ولم يخشى بعد ذلك الاضطهاد والاستشهاد ، والله يعلن ذاته لمثل هؤلاء الذين يعرفهم بعلمه السابق إنهم سيشهدون لاسمه ويحتملون الصليب بكل شكر وصبر وإيمان . أما الذين يهربون من الآلم ولم يتدربوا بعد على احتمال الصليب والمشقات فيسلمهم الروح للتجارب والضيقات حتى يتأهلون للشهادة ورؤية الرب عياناً .
+ اطرح عنك الشك لأنه من عمل وتدبير الشيطان فلا ثمر أو نمو فى حياة الذين يخضعون للشك ويرفضون التحرير من عبوديته ، ولأن الشيطان يرغب فى أن يحرم الإنسان ، بالشك ، من بركات كثيرة ، لذا فمن الحكمة أن لا ندع للشك مكاناً فى داخلنا بل بالحرى علينا أن نقطع الشك باليقين فى كل مره نصطدم فيها بالحيرة وعدم معرفة الحقيقة ، والذين دربوا أنفسهم على مقاومة أفكار الإدانة و التحرى عن الحقائق بدقة وتآنى هم أكثر الناس حفظاً من الوقوع فى الشك وآثاره المتعبة .
صديقى ، لا يمكن أن تحيا فى ظل بركة قيامة المسيح بقلب يملأه الشك والخوف والعناد ، لذا فعليك أن تعي تماماً أن "الرب قريب للذين يدعونه " ، كما أن كل مريض بعدم الإيمان ليس مرذولا لديه ، بل على العكس تماماً هو موضع اهتمامه وعنايته ويرغب كل حين فى شفائه وتحريره حتى ينال من روح قيامته المباركة فيصرخ بروح الإيمان الجديد الذى أخذه بالقيامة والخلاص والنعمة " ربى وإلهى " ، لك القرار والمصير .
------------------------ اذكرونى فى صلواتكم ابن رب المجد بيشوى | |
|