*** موضوع متكامل عن القديسة ايرينى فى ذكرى نياحتها فى 31 اكتوبر ***
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فى ذكراكى ياامى الحبيبة ... اقبلى منى هذه الهدية
اهدى اليكى ياامى الحبيبة والغالية تماف ايرينى هذه النبذه , سأكتبها وليس فقط بيدى ولكن ايضا بدموع عينى ...فأرجو ان تكونى معى دائما وتتشفعى لى عند ربى والهى ومخلصى يسوع المسيح له المجد ...
ان الزخم الروحى الذى للسيرة الضخمة التى لآمنا مثلثة الرحمات تماف ايرينى يجعلنا ننحنى اجلالا امام تلك الروح العملاقة التى اشرقت بيننا ... لقد كانت صاحبة رسالة واضحة معينة من الاعالى , حملتها على عاتقها بجهاد مضن بكل الامانة , وقدمتها كاملة على مذبح الحب الالهى , فكللها الرب بالمجد والبهاء نظير كل ما قدمته يداها الطاهرتان فى رحلة حياتها الفاخرة المضيئة ...
فأنتى ياامى سيرة سمائية على الارض جسدتى معنى كلمة الرهبنة التى وصفت بالحياة الملائكية لبشر سمائيين او ملائكة ارضيين .. لقد رأى جيلنا من خلالك ياامى من يعيد الى التلال مجدها الاول ويشرح جمال الوصية الانجيلية فى اعمق وابهج صورها ...
امى الحبيبة ...
لم اراكى ولكن رائحتك الذكية وصلتنى .. فنظرت حنانك .. حنانك الذى كان يلف حول الاخرين فيشعرون بدفء صلاتك , صلاتك التى كانت من اجل الضعيف فجعل الضعيف قويا والمريض معافى ...
امى الحنون ...
لقد كنتى كثيرة العطاء ولم تنتظرى الاخذ .. فطوباكى ايتها الام الحنون .. جعلتى من الفقير غنيا بالايمان , وجعلتى من العاصى طيب منصت للكلام بأيمان ..
امى .. لقد غيرتى مفاهيم كثيرة حول الحب الالهى , فجعلتى الاخرين يلتفون حول هذا الحب الحنان .. فكل محبيكى يشيرون اليكى بأ انك عروسة وسفيرة السماء .. الانجيل المعاش , القديسة المباركة والطاهرة .. ام الجميع .. عروس السلام , التى عاشت بين القديسين والابرار وهى فى العالم .. امنا التى كسبت حب جميع البشر على مستوى العالم .. قديسة مصر فى هذا الزمان .. ومثل اعلى لنا فى القداسة والبر ...
راهبة من كوكب السمائيين .. باعثة النهضة فى رهبنة البنات .. ترنيمة حب وعطاء وانكار ذات ونقاء وطهارة ورائحة بخور عطرة حملت على كتفيها صليبا كبيرا طمعا فى العريس السماوى ...
كلمات الجميع تعكس ثقتهم فى انك " ربحتى عرشا فى السماء .. فى حضن الاب السماوى .. فى احضان القديسين وبين صفوف السمائيين .. امام عرش النعمة مكللة بأكاليل النصرة والغلبة " كشفيع امين لنا فى السماء .. فى الموضع الذى هرب منه الحزن والتنهد .. تسمعينا وتراينا وتصلى من اجل الكنيسة المجاهدة على الارض ومن اجلنا تحن المسيحيين فى العالم كله ...
الجميع تدمى قلوبهم وعيونهم على فراقك ياامى.. فأنتى المرشدة التى كانت سفيرا من السماء يشهد للمسيح فى كل كلمة وكل نفس تتنفسه , كما ذكر احد ابنائك وقال " اننا نجاهد لنصبح مثلك يا امى فى طهارة القلب والنفس والجسد ...
ولكن مع الام الفراق
عكست الكلمات العزاء والفرح لانه عاش معنا ملاك لبس ثوب الجسد ونثق انه حين خلعه عند النياحة صار شفيعا مع سحابة الشهود هذه مقدارها ..
فلا تعازى .. ولا حزن .. لكن تهانى وفرح وسلام ...
امنا ايرينى قديسة كانت عايشة وسطنا وهى مثل الملائكة الارضيين او البشر السمائيين , فهل يجوز ان نكتب نعى او تعزية ... المفروض نكتب تهنئة من اعماق القلب لاننا فرحانين لها برغم مقدار الالم لفراق جسدها الطاهر , لكن لقد زاد شفيع لنا فى السماء ...
هى جاهدت وتعبت وقد جاء ميعاد عرسها الى عريسها الحبيب السماوى .. فأنا اطلب من كل واحد يقرأ هذا ان يسرح بخياله فى هذا العرس الخصوصى لامنا الغالية تماف ايرينى
فقد كان تأثيرك ياامى , لم يكن من خلال حديثك فقط , ولكن ايضا بواسطة نظراتك الفاحصة للآعماق , كما ذكرت واحدة من احبائها وتقول " لن انسى هذه النظرة ماحييت ...
""" اكسياس ... اكسياس .. اكسياس ... تماف ايرينى منريت انتى بخرستوس """
وهكذا كما قال البعض كلام كثير تستحقى ان تسمعيه , ولكن المديح السماوى افضل من الارضى ... فليتنا نتمثل بك ياامى لنصل ولو الى جزء مما وصلتى اليه فى جهادك على الارض .. تفرح قلوبنا وتتهلل للمرتبة السمائية التى نلتيها ...
كما كتب احد ابائك وقال :
عادت الى السماء القديسة تماف ايرينى .. التى انطلقت عائدة الى حبيبها وشفيعها القديس مرقوريوس ابى سيفين , فقد كانا فيه صديقين روحيين ويأتى ابو سيفين ليدور بحصانه كلما كانت تماف تذهب للصلاة فى قلايتها بالدير ...
واخيرا ...
حيثما يكرز بالانجيل يخبر بما فعلته هذه القديسة الطاهرة .. النقية .. تذكارا لها ... لاقول .. ولا كلام .. امام هيبتك ايتها الملاك الطاهر .. امام قداستك .. فى ختام مسيرتك الرائعة البديعة التى لم نرى مثلها ولا مثلك ...
فى ختام الايام الجميلة المليئة بأسمى ايات الحب الالهى الذى تجلى فيكى مثل تجلى الرب على جبل طابور ..
فى ختام كل ذلك وغير ذلك ...
نودع روحك الطاهرة ونقول لك الى اللقاء ...
والموضوع له باقية ...
مكتوب من كتاب جوهرة السماء ومنارة الرهبنة
تماف ايرينى ... والان ياامى الحبيبة ....
اكتب اليك هذه الهدية ... كتابك الحبيب الذى قراته وسعدت به وتعرفت عليكى من خلاله ... وقررت ان اكتبه بيدى هدية منى اليكى ياامى الحبيبة ...
فأرجو منكى ياحبيبتى ان تذكرنى وتتشفعى من اجلى امام عرش النعمة ... ابنتك زيزى جاسبرجر
والان اترككم لتستمتعوا معى بقراءة كتاب امنا الغالية تماف ايرينى ...
جوهرة السماء ... ومنارة الرهبنة ... تماف ايرينى ...
*** جوهرة السماء ومنارة الرهبنة - تماف ايرينى "1" *** موضوع متجدد .. تابعووونا
اسرة بارة وثمرة مختارة .. امنا ايرينى ..
" لآنك انت اقتنيت كليتى نسجتنى فى بطن امى - مز 139 : 13 "
ولدت الطفلة فوزية " تماف ايرينى " فى اليوم الثانى من شهر امشير عام 1652 للشهداء الاطهار الموافق اليوم التاسع من شهر فبراير عام 1936 ميلادية .. من ابوين تقيين , الاب يسى خله والام جنيفياف متى الفيزى , عرفا بقداستهما وعمق حياتهما مع الله , وشكركتهما الحياه مع القديسين , وتسربلهما بفضائل عديدة خاصة عمل الرحمة , كما اتسما بأتساع مداركهما وحكمتهما المستنيرة فى تربية اولادهما فكانا :
" بارين امام الله سالكين فى جميع وصايا الرب واحكامه بلا لوم " ...
فنمت فى هذا المناخ الروحى هذه الثمرة المباركة التى كانت الهدية المختارة من السماء منذ لحظة ميلادها لتكون سفيرة لعالم السمائيين ..
تعثرت الام فى ولادة طفلتها البكر وكانت رغم الامها المبرحة ترفض الذهاب الى الطبيب . تأثر والدها الخواجة متى لالامها , فتوجه الى كنيسة الشهيد مارجرجس فى طهطا وظل يصلى ويبكى لكى يتحنن الله على ابنته بصلوات الشهيد وتضع مولودها بيسر وتقوم بسلام ...
فى نفس الوقت كانت الابنة جينفياف تصلى بدموع كثيرة وتطلب معونة القديسة العذراء مريم , وفى شدة الامها شاهدت الحجرة وقد اضاءت بنور سمائى بهى جدا وظهرت والدة الاله ويقف خلفها الشهيد العظيم مارجرجس ...
فتقدم الشهيد وخبط بيده بخفة على ظهرها ثلاثة خبطات , وفى الحال نزلت طفلة جميلة تلقتها السيدة العذراء على يديها ورشمتها بعلامة الصليب وقدمتها لامها قائلة : " دى مش بتاعتكم دى بتاعتنا .. لكن اهتموا بتربيتها " ...
ولكن على الرغم من فرحة الاسرة بهذه المولودة الجميلة , الا ان القلق كان ينتاب الوالدان لاعتقداهما انها ستموت سريعا بسبب كلام والدة الاله , وصار هذا الشعور ملازما لهما فى كل تصرفاتهما معها لذا حرصا على تربيتها بكل الرعاية والحب والحنان الزائد ...
فى حفل عائلى بهيج نالت الطفلة المباركة سر المعمودية المقدس على يد الانبا بطرس اسقف اخميم وسوهاج " 1920م - 1951م " فى دير الانبا شنودة رئيس المتوحدين , واخبرهم نيافته برؤيته لقديس القدير العظيم وهو يباركها عند خروجها من جرن المعمودية .. وبالفعل كانت الاسرة تلاحظ ان العناية الالهية تحيط بأبنتهما البكر وتؤازرها ...
ذات يوم كان الوالدان فى منزل الجد - والد الام - ومعهما طفلتهما التى كانت لا تزال تحبو اذ كان عمرها يتراوح مابين 8 اشهر وسنة , ... وعند المساء صعدوا جميعا الى سطح المنزل وكانت الام تحمل ابنتها .. وعندما ابدت رغبتها فى اللعب والنزول على الارض , اخذت الطفلة تصرخ وصار جسمها كقطعة الثلج وفقدت الوعى .. فظنوا انها ماتت بالفعل , فأسرع الجد لاستدعاء الطبيب .. وعرفت الام ان ابنتها قد لدغها عقربا لانها رأته .. فصرخت الام " ارصده يأانبا شنوده " رئيس المتوحدين الذى عادة ما يطلبه كل من يلدغ من حية او عقرب .. ففى الحال رأوا القديس طائرا فى الجو ثم اخذ الطفلة من حجر والدتها ونفخ فى وجهها ورشم على جبهتها علامة الصليب وقال للآم " ماتخافيش عليها دى بتاعتنا " .. وعلى الفور استردت الابنة الوعى , وعادت الى الحياة ..
** مدرسة الصلاة **
ترعرت تماف الحبيبة فى هذا الجو الروحى وكانت شديدة الالتصاق بوالدتها البارة , وقد سجلت لنا الكثير من المواقف التى علقت بذهنها فتقول :
" تعلمت الصلاة وضرب الميطانيات من والدتى التى كانت تصلى نصف الليل والسواعى كلها وتقسمهم حسب وقتها .. كنت وانا طفلة صغيرة جدا كلما رأيتها تدخل حجرة الصلاة وتغلق الباب اتسحب وادخل بهدوء واقف بجوارها . واول مرة شفتها تضرب ميطانيات , اخذت ابكى واصرخ لانى وجدتها تقوم وتقعد , فتوقفت عن صلاتها واخذتنى فى حضنها وقالت لى انا بسجد لبابا يسوع لربنا .. فقلت لها طيب ليه بتعملى كده ؟؟؟ فردت ... انا بأسجد فأعملى زى .. وفعلا بقيت اسجد زيها .. وبعد ذلك اعتدت ان الازمها طوال صلواتها الطويلة ودموعها الغزيرة .. فحفرت فى اعماقى من طفولتى المبكرة كيف يكون الخشوع فى الصلاة والانسحاق فى الميطانيات ...
وتذكر ايضا انها يوم رأت والدتها تقف امام الشباك فى الشتاء وكان يطل على كنيسة مارجرجس فى جرجا فأحضرت كرسى ووقفت بجوارها وسألتها لماذا انتى وافقة فى الشباك ياماما فقالت لها ...
انت سامعة الصلاة .. وسمعنا قداس جميل جدا من اوله لاخره من الشباك وتكرر سماعنا لمثل هذه القداسات المعزية فى اوقات متأخرة من الليل , وذات مرة سألت والدتى كاهن الكنيسة عن سبب اقامة القداسات ليلا , فأخبرها بأنه لم يقيم قداسات ولا صلاة فى الكنيسة بالليل .. وقال لها " يامبروكة , يابختك .. دا يبقى السواح هم اللى بيصلوا وربنا اعطاكم بركة انكم تسمعوهم " ...
والموضوع له باقية .....
جوهرة السماء ... ومنارة الرهبة ... تماف ايرينى
*** جوهرة السماء ومنارة الرهبنة " 2 " *** موضوع متجدد - تابعووووونا
تشاء معونة ربنا ان امنا ماريا من الدير تحضر لزيارة شقيقتها فى بلدة قريبة من جرجا تعرفت عليها فوزية " تماف ايرينى " عن طريق احدى صديقاتها , فقامت بدعوتها لمنزلها واعلمتها بما يشغل فكرها فوعدتها بأنها ستخبر رئيسة الدير وتم مبادلة الرسائل بينهما ... وعلم والدها بما حدث , ولاصرارها الشديد لجأ الى الصلاة والصوم واقامة قداسات يومية لمدة 15 يوما ...
واذ بوالدتها ترى الرؤيا التالية : أضائت الحجرة بنور شديد وشاهدت ملايكة بتبنى , فسألتهم بتعملوا ايه ؟ فقالوا بنعمل الاساس علشان الملكة ام الملك جاية .. وحالا .. بنوا اساسا وجابو كرسى فخم جدا مرصع بالذهب والجواهر وجاءت العدرا وملايكة بيزفوها .. وقعدت على العرش ... فسجدت لها ام فوزية وقالتك السلام لك ياأم النور فردت عليها قائلة انت ناسية الكلام اللى قلته لك ساعة ولادة ابنتك البكر , دى بتاعتنا وانا خطبتها لابنى , فماتخافيش عليها وسيبها تترهبن وهى فى حماه ... فقالت لها خلاص ياست ياعدرا .. تترهبن ...
وبمجرد حضور زوجها من الكنيسة اخبرته بما حدث .. ولكنه رفض موضوع الدير وقال نبنى لها قلاية على السطوح ....
+ القديس يوحنا صاحب الانجيل الذهبى يتدخل فى الموضوع +
ذات ليلة .. جلست فوزية تقرأ سيرته فظهر لها وفى يده صليب والاخرى الانجيل الذهبى وعرفها بنفسه , فطلبت منه ان يسهل لها طريق الرهبنة , ومنذ ذلك الوقت بدأت تصلى وتطلب منه حتى ظهر لها وقال "خلاص .. انا كنت عند بابا وماما وهما خلاص هدأ .. " وباركها واختفى ثم قالت امها خلاص احنا وافقنا على ذهابك للدير .. وكان ترتيب ربنا ان امنا ماريا حضرت واخذتها معها الى الدير ....
وهكذا انطلقت عروس المسيح فى طريقها الى الحياة الملائكية وهى تنشد وتسبح وتمجد الله الذى حقق لها غايتها المنشودة وكان ذلك فى يوم 16 ابريل 1953 الموافق 8 برمودة 1670 ش ...
وفى 26 اكتوبر 1954م الموافق 16 بابه 1671ش تم سيامتها راهبة على دير ابى سيفين على يد الاب الورع القمص مقار المقارى بأسم امنا ايرينى ...
سجلت تماف ايرينى تقول اختارت لى امنا الرئيسة اسم ايرينى لشدة محبتها لراهبة تقية كانت تحمل هذا الاسم وتنيحت قبل دخولى الدير ..
وقد روت تماف ايرينى ماتعرضت له من متاعب وحروب شتى تتماثل مع مانقرأه فى سير الاباء والامهات القديسين الاوائل , لتؤكد لنا من اختباراتها الروحية فاعلية قوة الصليب ومدى ضعف الشيطان ..وتعلمنا كيف ننتصر على مكائده بطلب معونة الله لان فادينا لايمكن ان يخزى طالبيه ...
+ الملاك الحارس ... وامنا ايرينى +
روت تقول : كنت يوميا اشتغل من الساعة 4 صباحا الى 10 او 11 مساءا , مما يعنى اننى اظل خارج القلاية طوال هذا الوقت وامضى النهار بين خدمة المرضى وامنا الرئيسة ... ومن الطبيعى , ان اكون فى غاية الارهاق عند رجوعى للقلاية فى ذلك الوقت المتأخر , فكنت عند النوم ... افكر :
كيف سيمكننى القيام للصلاة ؟؟ وهل سيكفينى الوقت ؟؟؟
اقول لك ياربى يسوع المسيح بارك لى فى الساعة اللى ح انامها كأنها ساعات , واجعل الاربع او الخمس ساعات كأنها 8 ساعات ... وكنت اقول يارب انا خايفة ماأصحاش لان كل راهبة تستيقظ بأجتهادها , اذ لم يكن فى الدير منبهات ولا جرس للتسبحة , فكنت اسمع صوتا ينادينى ثلاث مرات : ايرينى .. ايرينى .. ايرينى .. قومى صلى ... ولما ابدأ .. اصحى وافتح عينى , ارى ملاكا فوق رأسى , ثم يستدير ويقف امامى عند مؤخرة السرير وعندما اقوم واجلس .. يختفى ...
ظل الملاك يوقظنى كل ليلة فى نفس الميعاد وبنفس الطريقة .. فأشكره واقول له : كتر خيرك .. وفى مرة قلت له : انت مين ؟ فقال انا ملاكك الحارس , اللى ملازمك على طول ...
اختبرت بحق بركة التعب والخدمة فى بيت ربنا وبركة حياة الشكر فى الخدمة ...
" لانقدر ان نجرى فى طريق الله الا محمولين على اجنحة الروح " ... القديس يوحنا ذهبى الفم ...
الصلاة مع السواح ... والموضوع له باقية ....
جوهرة السماء ومنارة الرهبنة - تماف ايرينى " 2 "*** جوهرة السماء .. ومنارة الرهبنة .. تماف ايرينى 3 ***
+ الصلاة مع السواح +
-----------------------
وتكمل تماف ايرينى وتقول : أحكى لكم حكاية , توضح ان الواحد لما يعمل بفرح وشكر وبدون تذمر , تكون تعزية ربنا له عظيمة اكثر مما يطلب ...
لكونى اصغر راهبة , كان على الكثير من شغل الدير , وفى يوم الاحد , طلبت منى الام المسئولة القيامة بالعمل فى المطبخ .. فأستأذنتها فى حضور القداس اولا ... فقالت الاباء القديسين قالوا " الشغل زى الصلاة " .. قلت انا اعود نفسى على هذا الموضوع .. وبالفعل كنت اشتغل بفرح من قلبى , ومرت الايام ووعدتنى بحضور القداس الاول فى اليوم التالى , على ان اعود بسرعة للقيام بالعمل المطلوب منى , ففرحت جدا .. لانى كنت فى شدة الاشتياق للتناول من الاسرار المقدسة ولكن فى وقت متأخر من الليل , اخبرونى بعدم امكانية ذهابى للكنيسة فى الغد , لانه مطلوب منى شغل كتير ...وافقت دون ان اتضايق فقلت " حاضر .. دانا اخذ بركة زى القداس , وشكرت ربنا .. " , وفى هذه الليلة ... اثناء الصلاة , لقيت واحد بيقول لى " تعالى صلى مع السواح .. وح ارجعك قبل ميعاد شغلك .. سألته اروح ازاى ؟؟ قال لى امسكى فى جلابيتى ...
وعندما امسكتها .. ارتفعت ووجدت نفسى فى كنيسة عليها صليب فى الصحراء وكان لها باب على شكل قبو منخفض والداخل اليها , لابد ان ينحنى , كنيسة بسيطة , لكنها واسعة جدا وضخمة وفيها روحانية كبيرة ,... حضرت القداس وتنولت مع السواح , واعطونى فى النهاية قربانة فسألتهم احنا فين ؟؟ فأخبرونى بأننى فى كنيسة السواح فى جبل الانبا انطونيوس ... ثم وجدت نفسى فى القلاية وفى يدى القربانة وقلبى مملوء تعزية لاتوصف وبفرح روحى داخلى لمدة طويلة ...
قبل نزولى للعمل .. ذهبت الى امنا الرئيسة ومعى القربانة ورويت لها مارأيته فقالت لى انت اتناولت , اخذ انا القربانة , فأعطيتها لها وقامت بتوزيعها كبركة على الامهات ...
++ روت تماف ايرينى تقول ++
بعد مرور 3 سنوات على دخولى الدير وصلنى خبر نياحة والداتى ولم تكن قد زارتنى طوال هذه الفترة اذ كان والدى يحضر بمفرده لزيارة الدير لانه كان يتردد على القاهرة بحكم ظروف تجارته .. وعندما وصلنى الخبر .. تذكرت كلامها قبل المجئ للدير حين قالت لى : " مش تستنى , دا .. انا فاضل لى 3 سنين وح اسافر على السماء " ,,, فقلت لها ربنا يخليك لعيالك , وانا لما اروح الدير فى حياتك احسن ...
وهنا ....... امرتنى امنا الرئيسة بالذهاب لتعزية الاسرة , فسافرت ومعى امنا كيريا اسكندر ...... سافرنا فى قطار تحرك من القاهرة الساعة 4 بعد الظهر , وقبل وصوله الى محطة اسيوط , علمنا بوجود قطار مقلوب .. مما اضطر قطارنا الى التوقف , ونزول جميع الركاب منه, فكانوا يتسابقون فى النزول ليلحقوا بقطار اخر , كان على مسافة بعيدة نسبيا , وكان الظلام حالكا وبالطبع لم يكن معنا كبريت او بطارية , فكنا نصلى ونطلب معونة ربنا , فأنتظرنا حتى يقل الزحام ونتمكن من النزول .. خاصة ان القطار قد توقف بعيدا عن الرصيف وعلينا ان نقفز مسافة طويلة , واذ بنا نجد امامنا ضابط يسود ملامحه هدوء وروحانية وسلام وورع عجيب ...
قال لنا ياامهات ماتخافوش .. ربنا معاك .. قلنا له ربنا معانا .. ومعاكم .. فقال لى " ادينى ايديك علشان تنزلى السلم , فرفضت .. وقدمت له الشكر وقفزت .. ثم قال لامنا كيريا ادينى ايديك ..فقالت لا .. متشكرة ومسكت فى ايدى وقفزت ...
ومن العجيب .. اننا لاحظنا نورا ينبعث من هذا الضابط كأن كشافا يخرج منه ينير السكة الحديد لمسافات طويلة وكنت انا وامنا كيريا نسرع فى السير للحاق بالقطار ... فقال لنا متخافوش القطر مش ح يقوم غير لما انتم تركبوا فيه ... وصلنا القطار ... وكانت عرباته مزدحمة جدا , وجدنا عساكر جالسين , فقاموا لاداء التحية للضابط , فقال لهم دول راهبات تعبانيين ... فقالوا له امرك , فجلسنا وقدمنا الشكر وطلبنا منه ان نتشرف بمعرفة اسمه وان يتفضل بزيارة الدير ليأخذ بركة الشهيد... فأبتسم وقال انا ابو سيفين .. واختفى ... وتعجب جميع السامعين الناس والعساكر ...قالت لى امنا كيريا الله يسامحك ياايرينى ماخلتهوش يمسك ايدك ليه , كنت اخذت بركته ..وكان جميع الركاب يسألون عن سيرته , فمكثنا طوال الطريق نحكى لهم سيرته " ...
لما وصلنا بيت والدى , كل الناس قالوا لى : انت السبب فى وفاة والدتك ...فكنت اقول يعنى يارب .. انا السبب فى ان اخوتى يصبحوا يتامى ... فسمح لها رب المجد يسوع المسيح بتعزية كبيرة وهى رؤية مكانة والداتها فى السماء فتقول ..... " فى يوم اخذنى ملاك الى السماء ورأيت مالم تره عين كقول معلمنا بولس الرسول , لا استطيع ان اصف ماشاهدت لانه فى الحقيقة اعظم من قدرتى بكثير " ... رأيت والدتى ومعها واحدة زيها فقالت لها " دى بنتى الراهبة اللى قلت لك عليها " ومشيت معاها فى الفردوس , رأيت خضرة جميلة وشاهدت شبه انهار وزهور جميلة جدا ونورا بديعا يملآ القلب فرحا سماويا لاينطق به .... وبعد ذلك عدت الى الدير بسلام ...
احبائى
المهم اذن .. فى نهاية الطريق وليس فى بدايته , لذلك كنيستنا المحبوبة تحتفل بأيام نياحتهم او استشهادهم وفى صوات المجمع فى القداس الالهى نذكر اولئك الذين كملوا فى الايمان ...
خرافى تسمع صوتى , وانا اعرفكم فتتبعنى وانا اعطيها حياة ابدية .. يو 10 :27 ...
والموضوع له باقية .....نبؤات ورؤى ....
هدية السماء - تماف ايرينى 3*** جوهرة السماء .. ومنارة الرهبنة ... تماف ايرينى 4 ***
نبؤات ورؤى
------------
روت تماف ايرينى عن نبؤات ورؤى ورسائل السماء التى كانت تعلن بشتى الطرق انها ستكون رئيسة للدير واليكم :
1- نبؤة امنا افروسينا الحبشية
روت تماف ايرينى تقول : عند دخولى الدير , وانا مازلت بالزى العلمانى , اصطحبتنى امنا كيرية اسكندر لاخذ بركة هذه الام التقية " امنا افروسينا الحبشية " قرعت باب قلايتها وفتحت ودخلت , اما انا فكنت واقفة على العتبة من الخارج ولم ترنى امنا افروسينا , ولكنى سمعتها تنادى على وتقول : " تعالى يابنت ياجديدة تعالى .. اقعدى هنا .. انت ح تبقى ريسة هنا , انت ح تمسكى الدير .. " .. ثم وجهت كلامها الى امنا كيريا وقالت " بص ياامنا كيريا , البنت دى ح تبقى ريسة على الدير " ... فقالت لها ايه ياامى , هى لسة فيران الدير حست بها ...اى هى لسة حد حس بيها .. قالت فيران مافيران .. انا بأقولك هى دية .. انا مش ح ابقى قاعدة .. ح اكون فى السماء , وابقى شوفى ... لم اهتم بهذا الكلام وبالطبع لم يدخل الى ذهنى ولا قلبى وقلت " دى راهبة كبيرة ومش عارفانى لانها اول مرة تشوفنى ولكنى اعلم تماما قداستها " ...
2- نبؤة القمص مينا المتوحد " قداسة البابا كيرلس السادس "
بعد عدة اشهر من دخولها الدير , بدأت تعانى من صداع شديد والم فى عينيها , فتوجهت بها امنا كيريا اسكندر الى العديد من اطباء العيون ولكن دون جدوى ..
وبناء على طلب الام الرئيسة , اصطحبتها الى ابونا مينا المتوحد بكنيسة مارمينا فى مصر القديمة ليصلى لها ...
روت تماف ايرينى تقول " وضع ابونا مينا يده بالصليب على رأسى وصلى لى لمدة طويلة , ثم قال لامنا كيريا " البنت دى بتقرأ كثير وبتسهر والشيطان متغاظ منها , فالصداع اللى عندها حرب من عدو الخير .. بصى ياامنا كيريا دى ح تكون ريسة عليكم وح يكون ايامها كذا .. وكذا .. وح يبقى فى عهدها اكثر من مذبح فى الدير وراهبات كتار " ... قالت ايه ده ياابونا اللى بتقوله ؟ قال بصى ياامنا كيريا , انا لو كنت عايش ح افكرك ولو رحت السما افتكرى .. اجابت ربنا يخليك لينا ... وانصرفا....
3- الثلاثة مقارات :
روت تقول : ذات ليلة حلمت بثلاثة اشخاص منيرين لابسين صلبان على صدورهم وفى ايديهم صلبان , ورأيتهم يحضرون كرسيا ثم بدأوا يأخذون مقاسات , فأستفسرت منهم عما يفعلون ... اجابوا احنا بنعمل كرسى على قدك وبنقيسه علشان نعمله مضبوط ..سألتهم انتم مين ؟ قالوا احنا الثلاث مقارات ...
4- الانبا انكونيوس .. الانبا شنودة رئيس المتوحدين ... الانبا باخوميوس :
ثم تستطرد قائلة : ذات ليلة حلمت حلما كان اقرب الى الرؤيا وتعجبت منه جدا .. وعلى الفور قمت وذهبت الى قلاية امنا الرئيسة وكانت مريضة جدا فى ذلك الوقت فقلت لها :
" ياامى انا شفت حاجة كأنها رؤيا , كنت بين صاحية ونامية .. فسألتنى عما رأيت , فقلت رأيت كأنى عندك هنا فى القلاية , وحضر 3 اشخاص فى زى رهبان .. كانوا مضيئين جدا لابسين صلبان وفى ايديهم ايضا صلبان , وكنت ياامى واقفة وفى ايديك قنديل زيت وبه فتيلة , فأخذوا القنديل من ايدك اليمين ووضعوه فى يدى " ... فأبتسمت وقالت لى انا كنت بأصلى لربنا يكشف لى مين حتأخذ المسئولية بعدى , فشفت نفس المنظر قبل مجيئك مباشرة ... فقلت لها وايه ده ؟ ضحكت وقالت الثلاثة اشخاص هم الانبا انطونيوس والانبا شنودة رئيس المتوحدين والانبا باخوميوس .. والرؤيا معناها انك ح تمسكى المسئولية بعدى وياريت تمسكى فى حياتى وافرح ... وفضلت اعيط جامد قوى .. وفى الاخر قالت لى وماتعيطيش , بس الحلم تفسيره كده وانت اللى ح تمسكى بعدى ...
5- القديس ابى سيفين :
روت تقول : كانت امنا الرئيسة لازالت موجودة - حتى رأيت الشهيد ابى سيفين يقول لى " اسمعى انا مش عايز حد يمسك الدير غيرك .. تقولى اقدر , مااقدرش .. انا اصغر الكل .. انا مش عاوزة .. انا جاى اقول لك : الهى عاوز كده , وانا عاوز كده ...
ووجدته لم المفاتيح من كل راهبة مسئولة فى الدير وحطهم فى دوبارة وعاوز يرميها على .. حاولت اهرب , فراح معلقهم فى عنقى .. قعدت اقول له : ايه ده ؟ يقول دول مفاتيح ديرى مش عايز حد غيرك يمسكه .. انت اللى حاتمسكيه ...
++ توالت الايام وانتدبها قداسة البابا كيرلس السادس للآهتمام بشئون دير القديس مارجرجس للراهبات بمصر القديمة , فكانت تذهب فى الصباح وتعود لديرها فى المساء .. وكانت ترافقها امنا كيريا اسكندر التى تولت رئاسته فى 26-9-1961م ..
++ ولم يمر عام حتى تنيحت امنا كيريا واصف رئيسة دير ابى سيفين فى 24-9-1962م ... وفى اليوم التالى حضر للصلاة عليها نيافة الانبا كيرلس مطران البلينا , واذ به يعطى امنا ايرينى خطابا من قداسة البابا كيرلس السادس يطلب منها الاهتمام بشئون الدير .. فأخذت تبكى بشدة ...
++ تم سيامتها رئيسة للدير فى يوم :
الاثنين 15 اكتوبر 1962م الموافق 5 بابه 1679ش ...
وكان من الحاضرين :
- نيافة الانبا كيرلس مطران البلينا .
- نيافة الانبا يؤانس مطران الخرطوم .
- القمص بولس البرموسى اب اعتراف الدير فى ذلك الوقت ,"المنتيح الانبا مكاريوس اسقف قنا 1965م- 1991م.
- وقد ارسل قداسة البابا كيرلس السادس
" الاباركة وقربان الحمل من البطريركية واسكيمه الخاص لتلبسه " ...
++ بمجرد ان تولت رئاسة الدير .. خصصت 3 ايام صوم وصلاة وميطانيات ليرشدها رب المجد يسوع المسيح له المجد معرفة النظام الناجح ...
وفى ليلة وهى تصلى وتبكى , اخذها ملاك الى الفردوس , فرأت ربنا يسوع المسيح له المجد , فسجدت امامه وكان عن يمينه العذراء مريم ...
فقال الرب للملاك : خذها عند الانبا باخوميوس لتسمع منه عن النظام الديرى الذى اريدها ان تتبعه ...
فسار الملاك بها فى ممر طويل منير جدا حيث رأت عرشا كبيرا مرصعا بصلبان كأنها من الماظ وجالس عليه شخص بهى مضيئ جدا يرتدى ثيابا فاخرة كلها صلبان مذهبة وفى يده صليب , ورأت فى ذلك الممر اعدادا كثيرة جدا كم من رهبان وراهبات فى ثياب بيضاء على الصفين ..
فقال لها الملاك : ادخلى سلمى على الانبا باخوميوس , فهؤلاء هم اولاده الذين سلكوا فى حياة الطاعة لآبيهم , يأتون اليه بأستمرار ويجلسون معه .. وقفت مكانها تنتظر دورها , فسمعته يناديها " تعالى ياايرينى " فشعرت برهبة شديدة وتقدمت نحوه وضربت ميطانية , وقبلت يده والصليب الممسك به ...
فقال لها : انت لك 3 ايام صائمة وتطلبى من ربنا يرشدك لنظام الدير , فربنا يريدك ان تتبعى نظامكم" الشركة الديرية "لانه اسهل نظام يوصل اليه وهو امان لان الطريق الوسط يخلص كثيرين , فربنا عايزكم تعملوا به وانا احبك تنفذيه وح اصلى من اجلكم , ابدئى وربنا معاكم ويبارككم ...
فسألته : ايه هو نظام الشركة ؟ فشرح لها وانهى كلامه معها بأن فى مكتبة الدير مخطوط مكتوب فيه " نظام حياة الشركة وقوانينها " ...وفعلا ... وجدت المخطوط , وتعجبت جدا لانها لم يسبق لها قراءته .. فبدأت قراءته وتطبيق حياة الشركة الباخومية ...
وروت تقول .. حضر الانبا باخوميوس اب الشركة وبارك اول صلاة شركة واول مايدة ... وساد الفرح والسلام ...
" عجيبة هى ايضا المحبة .. هى لغة الملائكة ويصعب على اللغة ترجمتها .. أرنى ياالله بلد الحب لآتكلم عنه كما يستطيع ضعفى ... " الشيخ الروحانى "
كما روت تماف ايرينى عن امثلة عديدة تؤكد فرح السماء ومباركتها للصلاة والتسبيح فتذكر انه فى منتصف الليل واثناء صلاة تسبحة اول كيهك فى كنيسة الشهيد ابى سيفين , لاحظت جميع الراهبات ان الكنيسة تمتلئ ببخور ذى رئحة عطرة جدا وكثيف للغاية ...
فأندهش جدا ..وشعرن بفرح عجيب .. وبعد انتهاء الصلاة , اخبرتهن تماف ايرينى انها رأت السيدة العذراء متجسمة فى صورتها الموجودة على حجاب المذبح وامامها البابا كيرلس الخامس والقديس الانبا ابرام وفى ايديهم مجامر ... وقد دخلوا المذبح وداروا حوله 3 دورات بالبخور .. ثم مروا على جميع الراهبات وكانت السيدة العذراء تباركهن وخلفها البابا كيرلس الخامس والقديس الانبا ابرام ثم دخلوا الى المذبح مرة ثانية واختفوا ... وشعرت كل واحدة من الراهبات ببركة هذه الزيارة السمائية المعزية ... فمن كانت تعانى من الم فى المعدة زال المها ومن كانت تعانى من صداع لم يعاودها مرة ثانية
+ الشهادة لرب المجد يسوع المسيح ليست باللسان بل بحياة مقدسة , يشهد لها الروح ثم يشهد بها عن السيد المسيح له المجد ذلك يشهد لى ...
ان المسيحية الان اشد عن كل وقت مضى تحتاج الى مسيحية ترى حب تلمسه الايدى من خلال اولاد رب المجد القدوس الامناء الذين يرى فيهم الناس اعمال الحب الصادق الباذل فيمجدون رب المجد الذى فى السموات ...
ان المسيحية لاتطلب الكثيرين , يكفى ان يشهد لها القليلون فى كل جيل , ومن اراد ان يستنير بها , فليقتدى بهذه النماذج القليلة التى ظهرت متفرقة خلال اجيالها الطويلة ..
ان حياة القداسة ممكنة مهما كان هناك من معطلات امام الذى يطلبها .. وما امجدها من حياة .. حينما تنالها وانت وسط جيل فاسق ومعوج وملتوى .. وكأنك داخل اتون نار مع ابن الله ...
ان من يريد ان يصرف حياته فى منتهى درجات الكمال , عليه ان يطالع كلمة الله القدوس الحية .. الفعالة على الدوام , ويطيع كل ما تأمر به وبذلك يجعل له صلة عظمى مع عريس النفس البشرية ...
والموضوع له باقية .....
جوهرة السماء .. ومنارة الرهبنة .. تماف ايرينى " 4 "*** جوهرة السماء .. ومنارة الرهبنة .. تماف ايرينى 5 ***
الاستشهاد فى حياة تماف ايرينى :
-----------------------------------------
برهبة شديدة نتابع فى ايجاز جانبا واضحا من حياتها وهو احتمالها العجيب لصليب المرض الذى قلدتها به السماء استجابة لطلبتها وصلواتها المقبولة امام العزة الالهية لتصير " شهيدة " مما يكشف امامنا قوة الروح الذى كانت تعيش به , لقد تعرضت للعديد من العمليات الجراحية بلغ عددها سبعة وعشرين عملية ...
وقد روت تماف ايرينى انها بينما كانت تصلى ذات ليلة من اجل موضوع معين لكى يتمجد الله فيه .. رأت امامها العدرا تتجسم من الصورة المدشنة الموجودة بقلايتها , فأنارات القلاية بنور سمائى بهى .. وكانت ترشم عليها علامة الصليب المحى وهى تتجه نحوها وتبتسم وتقول : " بنعمة ابنى الحبيب ناجحة ... ناجحة ... ناجحة " ...
وهكذا كانت السماء تعزيها وتبارك خطاها وتشعرها بحب من مات لاجلها . فأشتهت تماف ايرينى ان تبادله بشرارة صغيرة من ذلك الحب العجيب ...
مسيحنا يناجينا :
انه معى ... من يخرج من العالم ...
انه حاضر معى ... من غاب عن ذاته ...
انه مستوطن عندى ... من ينكر نفسه ...
انه بكليته لى ... من فقد حياته لاجلى " القديس امبروسيوس "
فى احدى زيارات العدرا لها , دار بينهما هذا الحديث :
ام النور : انت عايزة تستشهدى ..؟ ... تماف ايرينى : ياريت ياست ياعدرا .. بس انا ضعيفة وغلبانة لكن لو وقفت معايا استشهد , لان بدون معونتك ح اخور فى الطريق ...
ام النور : كل ماتحملينه من الام وامراض ومتاعب واوجاع وضغوط نفسية هو استشهاد ..
" هكذا .. تكرر حصولها على الوعود والتعزيات السمائية " ...
++ لقد احست تماف ايرينى بمعونة السماء لها واستجابتها لهذه الطلبة , فقالت " .. انها اثناء احدى رحلاتها العلاجية فى سويسرا , تصادف وجودها مع عيد تكريس اول كنيسة للشهيد ابى سيفين وكان ذلك فى الاول من اغسطس 2001م .. فعملت تمجيد للشهيد وهى تصلى بالليل فظهر لها وقال " ربنا سامح لك بالالام الجسدية دى لان ده صليب وح تأخذى عليه مجد , واحتمالك للآلام دى بشكر يعتبر استشهاد .. مش انت ديما بتطلبى من ربنا انك تستشهدى من اجله .. اهى الالام دى استشهاد , وانا بأصلى ديما من اجلك والهى معك .. " ...
++ لقد كرر لها الشهيد فى ظهوره فى اكثر من مرة ان امراضها والامها هى بمثابة استشهاد ووعدها ان ربنا ح يعطيها بركات وتعزيات , فالصبر والشكر له اكليل زى الشهداء ...
ان الكنيسة تزين بطريقين من الاستشهاد :
- الاستشهاد الاحمر الذى يتحقق فى فترات الاضطهادات ...
- الاستشهاد الابيض او الاخضر فى ازمنة السلام ...
من قبيل الصليب ادى يسوع له المجد شهادة الحياة , وفوق الصليب كانت شهادة الدم , وفى باكورة القيامة تجلت شهادة القوة , والى مدى الاجيال شهادة الروح " قداسة البابا كيرلس السادس " ...
لقد رأى الجميع جسدها ضعيفا ومنهك القوى من كثرة الامراض والالام , اما روحها فقد ظلت قوية جدا ...
++ تروى تماف ايرينى تقول ++
اثناء احدى رحلات العلاج فى الخارج كنت بمفردى فأنتهزت الفرصة وقلت اصلى , واذ بى اجد الحجرة نورت ولاول مرة تظهر الست العدرا ليس لتبليغ رسالة , بل لتصلى معى , فكانت تقف على يمينى والشهيد ابى سيفين على شمالى ...
وقالت لى : ياللا .. ياايرينى نصلى وبدأت هى بالصلاة ... وقالت :
" الهى العظيم .. وابنى الحبيب , اشكرك واسبحك وامجدك واقدسك .. ارجوك اقبل منى انا والداتك التى تجسدت منها واعطيتنى من مجدك ونورك .. ارفع غضبك , تأنى على العالم واصبر عليه , هو صحيح بيجرح حبك اللى غمرت به كل البشرية , وعملت اعمال حلوة كثيرة , منها قلت مش ح اقدر اوفيك حقك , لكن تأنى ياالهى العظيم وابنى الحبيب على البشر وارفع يدك , فهم ضعفاء وماتزعلش منهم من اجل محبتك وصليبك ودمك واللى بيرضوك زود محبتهم لك , والبعيدين عنك .. تأنى عليهم واجذبهم لك " ...
وذكرت فى صلاتها الكنيسة فى مصر والاديرة والاساقفة والكهنة وصلت للعالم كله واخيرا .. رفعت عيناها وقالت :
" ابنتك ايرينى تشتهى الاستشهاد , ولكن لتكن ارادتك , واعطيها لو اردت نعمة وقويها .. امين " ...
++ واليكم ... على سبيل المثال وليس الحصر ماتعرضت اليه فى حياتها من الام وامراض ++
+ لقد كانت تعانى من وجود قرحة بمعدتها تنزف بشدة مما سبب خطورة على صحتها وكانت لاتسطيع ان تأكل او تشرب حتى اللبن مما جعل التدخل الجراحى ضرورة عاجلة بعد ان دامت معاناتها حوالى 10 سنوات , ولكنها شفيت بعد ظهور ام النور لها فى الليلة السابقة لاجراء العملية اثناء وجودها فى المستشفى .. واكدت لها الشفاء الذى تيقنت منه بزوال جميع الالام الرهيبة التى كانت تعانى منها ...
وقد اعتقد الدكتور حليم جرجس انها تدعى هذا خوفا من التدخل الجراحى , فأصطرت تماف الى الموافقة على اجراء الجراحة لايمانها انها ارادة رب المجد القدوس , وبالفعل .. لقد ذهل الدكتور عندما وجد ندبة قديمة قد تعود الى عديد من السنوات وتدل على وجود قرحة برأت من فترة .. وبالتالى .. ادرك انها وافقت على اجراء العملية رغم تيقنها من شفائها " كان ذلك فى يناير عام 1970م " ...
+ عام 1976م اجريت عملية استئصال الرحم بعد عناء والام شديدة ...
+ عام 1989م عانت من تجربة قاسية عندما كانت على وشك ان تتعرض لعملية بتر للقدم اليمنى لحدوث غرغرينا بها ....
ولكن تم شفائها بمعجزة بحضور العدرا وابى سيفين وكان ذلك فى الثلاثاء الاول من اغسطس وهو عيد تكريس اول كنيسة للشهيد بمصر .
+ فى اواخر 1980 اصيبت بجلطة بالشريان التاجى ...
+ وفى عام 1992م استلزم عمل عملية جراحية لتوصيل الشرايين التاجية ...
+ وفى عام 2001م اصيبت بهبوط شديد فى عضلة القلب ... وتم تركيب منظم لضربات القلب وعمل قسطرة ...
+ كما كانت لاكثر من 20 عاما تعالج من مرض السكر بحقن الانسولين مرتين يوميا وكانت تأخذ كميات كبيرة من مدرات البول ...
+ وفى 16- 10- 2006م اصيبت بكسر بالقدم اليمنى وتم تجبيس القدم ولكن وظيفة الكلى تدهورت فجأة .. ولكن الامر كان خطيرا بالنسبة لها .. ولم تتحسن الحالة الى ان توقف القلب تماما ولم يستجب للعلاج بالمنشطات او الصدمات الكهربائية مما ادى الى الوفاة فى الساعة السادسة مساء يوم الثلاثاء 31 اكتوبر 2006م الموافق 21 بابه 1732ش .
انطلقت روحها الطاهرة بسلام فى تذكار ام النور القديسة العذراء مريم شفيعتها .. وكان نيافة الحبر الجليل الانبا ارسانيوس اسقف المنيا وابو قرقاس قد زارها فى ذلك اليوم وكانت فى هذا الوقت فى غيبوبة , وبعد ان قام بصلاة اوشية المرضى وقراءة التحليل ... سمع صوت تماف ايرينى تقول " الان ياسيدى .. تطلق عبدتك بسلام " فخرج خارجا وبكى بكاءا شديدا .. اذ ادرك ان روحها قد انطلقت بسلام ...
++ شهادة السماء لتماف ايرينى ++
مهما كتب عن تماف ايرينى لن يكفيها حقها .. فسجل حياتها لن يحتويه غير ذاك المكتوب فى السماء التى شهدت لقداستها قبل ان يشهد لها اى بشر ...
واصلت السماء منذ الايام الاولى لالتحاقها بالحياة الديرية , ارسال اشارات واضحة تبارك وتعضد هذه النفس الامينة والمؤتمنة على خزائن النعمة الالهية لتقود نفوسا كثيرة فى درب الحياة الملائكية الساعية وراء شخص المخلص يسوع المسيح له المجد , وكأن روحه يقودها فى الاعماق من مجد الى مجد لمواصلة هذه المسيرة الالهية المباركة ...
لقد كانت صاحبة رسالة واضحة , معينة من الاعالى حملتها على عاتقها بجهاد مضن بكل امانة .. وقدمتها كاملة على مذبح الحب الالهى .. فكللها الرب بالمجد والبهاء , نظير ماقدمته يداها الطاهرتين فى رحلة حياتها الذاخرة المضيئة ...
فى شهادة الروح جاءت الايات والعجائب التى اجراها الرب القدوس على ايدى قديسيه ومنهم تماف ايرينى التى سجل التاريخ لقداستها اسمى واعظم الاعمال لما تربطها بالسماء رباطات قوية فأنظارها كانت معلقة بأمجاد الميراث السمائى ...
اخى الحبيب .. ان نفسك كجنة شهية , فنظفها واعدها لقبول النعمة حتى تصلح لسكنى يسوع ...
امنا الغالية تماف ايرينى ...
وجدتى من تحبه نفسك .. وسرت فى الطريق الضيق ... هذاه الطريق الذى ساره اباء وامهات الكنيسة القديسين ... الهمينا طريقك الذى سلكتيه .. وصلى من اجل ضعفنا .. واعطينا من روحك .. كى نتعلم .. كيف وصلتى الى كل هذا ..؟ ونتعلم ...
صلى من اجل ابناء كاروز الديار المصرية والمسكونة كلها .. واذكرينا امام الفادى لكى نكون مستحقين ان نتنعم بلقياك فى سماء المجد ...
امنا ايرينى ...
اذكرى سيدنا قداسة البابا شنودة الثالث ....
اذكرى سيدنا نيافة الانبا ويصا مطران البلينا ...
واذكرى سيدنا نيافة الانبا جبرائيل اسقف النمسا ...
واذكرى ايضا كل اخوانى واخواتى المشرفين والمشرفات واعضاء هذا المنتدى العظيم
جوهرة السماء .. ومنارة الرهبنة ... تماف ايرينىاما الان فسوف اكتب لكم عن الحروب الروحية التى واجهتها امنا الطاهرة النقية امنا ايرينى , هذه الحروب التى تتماثل مع ما نقرأه فى سير كبار الاباء والامهات القديسين الاوائل , لتؤكد لنا من اختباراتها الروحية فاعلية وقوة الصلاة ومدى ضعف الشيطان الذى يتبخر امام علامة الصليب المحيى , وتعلمنا كيف ننتصر على مكائده بطلب معونة الله لان فادينا لا يمكن ان يخزة طالبيه ...
والان اترككم مع امى الغالية ايرينى ...
**** الحروب الروحية ... تماف ايرينى ****
--------------------------------------------------
تقول تماف ايرينى :
فى ذلك الحين كان والدى يرسل لى دائما ويلح على بالرجوع الى البيت وترك الدير ويعدنى بأنه سيجهز لى قلاية فى المنزل , ولكنى كنت ارفض .. وبعد فترة اعطونى قلاية فى الدور الثانى كانت مهجورة لمدة طويلة وغير مهيأة للآقامة .. فقمت بتنظيفها ووضعوا لى فيها كنبة للنوم , وعند المساء كانت مظلمة لعدم وجود شمعة او لمبة جاز ...
قضيت وقتا طويلا اصلى واشكر الله لآنه جعلنى مستحقة ان يكون لى قلاية استقر فيها , ولما انتهيت من الصلاة نمت على الكنبة ولعدم وجود غطاء استعنت بالبالطوا الذى حضرت به من السفر ... فى الحقيقة كنت فرحانة جدا ...
لم تكد الساعات الاولى من الليل تمضى حتى رأيت فجأة امامى شخصا اسود اللون .. طويل القامة .. رأسه تصل الى السقف ورجلاه على الارض .. له قرون وعيناه حمراء لون الدم , وفى يده سكينة ... وسمعته يتوعدنى ويقول فى حدة :
" وكمان جيتى وبقى لك قلاية !! .. طيب انا وراك والزمن طويل " ... وراح ضرب بالسكينة على الارض .. ومن هول منظره اتنطرت من فوق الكنبة وانا اصرخ واقول :
" انجدينى ياقوة الله ... احفظينى ياقوة الله ... "
ثم وقعت على الارض فى حالة رعب شديد .. فى ذلك الوقت سمعت امنا تواكليا صوت صراخى وارتطامى بالارض اذ كانت تقيم فى القلاية المجاورة لى , فخرجت منها وقرعت بابى , ولكنى لم استطع القيام لافتح لها .. ففتحت الباب بسكينة .. ووجدتنى منطرحة على الارض وجسمى عبارة عن كتلة ثلج , فأخذتنى فى حضنها حتى شعرت بالدفء ثم اصطحبتنى الى امنا الرئيسة , الام كيريا واصف .. رويت لها ماحدث , فصلت لى ودهنتنى بالزيت المصلى .. ومن كثرة خوفى قلت لها " انام عندك ياامى " ...
اجابت " لا .. متخافيش .. الشيطان ده زى القش .. تنفخى فيه بعلامة الصليب .. يمشى فى الحال , وهو بيعمل كده علشان يخوفك .. ارجعى قلايتك وماتخافيش " ...
وبالفعل رجعت الى القلاية , ولكنى لم استطع النوم وظللت ماسكة بالصليب فى يدى طول الليل ...
واحيانا اخرى كنت ارى عند قيامى بالصلاة وعمل الميطانيات تعابين وعقارب امامى .. عند رؤيتى لهذا المنظر لاول مرة تعجبت فى نفسى وقلت " القلاية نظيفة , جات منين التعابين ؟؟ " اصابنى خوف شديد وغادرت القلاية على الفور , فوجدت احدى الراهبات امامى فقلت لها " الحقينى ياامنا عندى تعبان فى القلاية " ...
وللحال ادركت الموقف , فقالت لى " لو شفت تعابين او عقارب ماتخافيش , ده الشيطان .. ارشمى عليهم الصليب وسيختفوا " ... وفى اليوم التالى رأيت ثعبانا غليظا وقد تلامست جبهتى مع جسمه عند سجودى فى المطانيات ... كان هذا المنظر يتكرر باشكال مختلفة .. ولكن اب اعتراف الدير .. القمص مقار المقارى , كان يطمئننى ويشجعنى ويقول لى " حطى رأسك عليهم متخافيش " فكنت اؤكد له انها عقارب وتعابين حقيقية .. فكان يكرر لى قوله .....
" متخافيش حطى رأسك عليهم " ولكى لا اترك قانونى الروحى , اطعت كلامه .. وعندما كانت رأسى تتلامس فعلا مع اجسامهم وانا بأضرب الميطانية وفى يدى الصليب , كانوا يختفون .. لان الصلاة هى اكثر سلاح يخيف الشياطين .. وبالصبر والمثابرة يخزى الشيطان وننتصر عليه ...
وفى مرة اخرى كنت امسك فى يدى لمبة جاز - لان الدير لم يكن به كهرباء فى ذلك الوقت - وكان الظلام يسود المكان تماما , ففوجئت بأن احدا نفخ فى اللمبة واطفأها ووجدت نفسى محاطة بأشكال ذات الوان متعددة .. احمر واخضر واصفر واسود وسمعت صراخا من كل جانب واحسست بمن يخبط فى .. فكنت اردد :
" انجدنى ياقوة الله ... احفظينى ياقوة الله " ...
وللحال شعرت بقوة حملتنى من وسطهم ووضعتنى فى القلاية , فكنت اقول له :
" خلاص انا عرفت حركاتك .. وكيف تغلبك قوة الهى " ...
وتروى مثالا اخر لحرب عدو الخير , فتقول :
" ذات يوم نزلت بمفردى مبكرا الى المطبخ وملآت الوابور واشعلته , وكانت صفيحة الجاز بجواره , عند محاولتى تقوية النار فوجئت بأنها هبت لدرجة مرتفعة .. وفى لمح البصر مسكت فى صفحية الجاز .. كنت فى احد اركان المطبخ , ولكى اغادره لابد ان امر فى النار المشتعلة التى تعالت فى لحظات وكانت على وشك ان تمسك فى سقف المطبخ الخشبى , فصرخت بايمان :
" انجدنى يااله ابى سيفين ... الحقنى ياشهيد الرب .. وحافظ على ديرك " ...
وفى الحال رأيت الشهيد امامى يرشم الصليب على النار التى انطفأت فى الحال , ففرحت بنجاة الدير من الحريق ومجدت الله وشكرت الشهيد .. عندما رويت لامنا الرئيسة ماحدث قالت لى :
" الحزين " الشيطان " مش عارف يحاربك ازاى " " ...
كانت كل هذه الحروب ظاهرية ولكن عدو الخير اتخذ بعد ذلك اسلوبا اخر , فألقى داخلى الفكر بأن كثرة الاشغال المطلوبة منى تجعلنى خارج القلاية طوال اليوم , وبالتالى لاتتيح لى الوقت الكافى للصلاة واتمام قانونى الروحى من مطانيات وقراءات روحية كما اعتدت وانا فى منزل والدى , ورأيت انه من الافضل العودة الى منزل الاسرة .. وكان الفكر يردد داخلى " انا جاية علشان اصلى مش اخدم بس .. انا ح ارجع منزل والدى واعيش كراهبة هناك " ...
لجأت الى الصلاة وطلبت ارشاد ربنا , فرأيت ذات ليلة الشهيد ابى سيفين يقول لى "
" انت فى البيت ح تعملى ايه بعد انتقال والديك ؟ الراهب اذا خرج من ديره يموت .. زى السمك اذا خرج من الميه .. خليك وح تنبسطى وح تتعزى حتى فى وسط الشغل .. بس رددى المزامير على طول وانت رايحة وجاية ولو فى اية من الانجيل بتعزيك , احفظيها " ...
شكرت ربنا على محبته وعنايته .. ومن ساعتها , احرص فى كل ثانية اكون فاضية فيها , اصلى اى مزمور على قدر الوقت وبأستمرار تكون الاجبية فى جيبى ... وفعلا منذ ذلك اليوم وانا اشعر دائما اننى فى الفردوس مهما كثر العمل ...
بركة الطاعة
-------------
واصلت ابنة المسيح السلوك فى الطريق الملوكى الذى احبته بكل جدية وتدقيق وامانة , فلم تعد ترهب حروب عدو الخير بل كانت تواجهها فى يقظة وشجاعة حاملة سيف الروح الذى هو كلمة الله ومتسلحة بدرع الايمان والمحبة ورجاء الخلاص .. فعاشت وسط الامهات الراهبات واخواتها طالبات الرهبنة بالمحبة والاتضاع وخدمت الكل واضعة امامها الوصية الانجلية فى محبة الجميع فكانت مثالا حيا فى حياة الطاعة وانكار الذات ...
تروى لنا تماف ايرينى الغالية عن هذه الايام :
" سوف احكى لكم يابناتى عن بعض خبراتى التى مررت بها فى الايام الاولى لدخولى الدير " ...
كنت فى قلايتى وقالت لى احدى الراهبات الكبار " يابنت ياجديدة تعالى اكنسى الحضير " .. قلت